ازمة ديبلوماسية صامتة بين تونس و الجزائر؟

تداولت وسائل اعلام جزائرية و تونسية  خبر طرد الامين العام لحزب نداء تونس صاحب الاغلبية البرلمانية  من  مطار هواري بومدين الدولي، واصدار مذكرة ان هذه الشخصية غير مرغوب بها في التراب الجزائري  و بغض النظر عن صحة الخبر من عدمه فان العلاقات التونسية الجزائرية تبدو متوترة مؤخرا فقد كثر الحديث  عن بوادر ازمة ديبلوماسية بين تونس و الجزائر , هاذين البلدين الذين يتشاركان مسيرة نضالية و حدودا جغرافية و تاريخا لا يمكن محوه كتبه التونسيون و الجزائريون معا  بدمائهم في مواجهة المستعمر الفرنسي ,اضافة الى علاقة اخوة و تقارب بين الشعبين , هذا التحالف غير المعلن و المتاصل بالممارسة اصبح مهددا بالانفصام رغم عدم ورود اي ردود افعال رسمية من حكومتي البلدين بشان الازمة المتداولة اخبارها في وسائل الاعلام .

بداية الازمة …زيارة السبسي لواشنطن 

بداية المشكل الممكن الحدوث بدات  خلال زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للولايات المتحدة المريكية .حيث اعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نيته منح تونس مكانة “الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي” 

تاكد الخبر  مع إعلان الإدارة الأمريكية استكمال إجراءات منح تونس وضع حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتصبح بذلك الحليف السادس عشر الرئيسي للولايات المتحدة.

هذا التحالف الرسمي شكل مصدر قلق للجزائر التي  تعتبر دائما ان قرب القوى الاجنبية يشكل تهديدا غير مباشر على استقلاليتها و يهدد ايضا بالتدخل في استراتيجياتها الامنية و هو احتمال يبدو واردا , حسب خبراء, في ظل تشاركها مع تونس في مقاومة الارهاب الديني المتطرف و مع دعم الولايات المتحدة لتونس في حربها ضد الارهاب لوجستيا و استراتيجيا و هو ما دفع بالامينة العامة لحزب العمال الجزائري لويزا حنون،للتصريح بان هذا التحالف يشكل  “تهديدًا مباشرًا للجزائر، من شأنه أن يجعل الحصار شاملاً حولنا من كل الحدود التي تحيط بنا”. 

ازمة سياسية يصدَرها الاعلام 

التعامل الاعلامي مع هذا الموضوع الشائك جاء محرجا لتونس في ظل هجمة اعلامية وصفت بعض المواقع الاخبارية الاجزائريةعلى غرارموقع “الإكسبرسيون” الناطق بالفرنسية و جريدة الشروق الجزائرية  تونس بتمهيد موطئ قدم لحلف الناتو لنشر الفوضى في المغرب العربي الكبير على غرار ما فعله في ليبيا 

الجانب التونسي  سارع الى تقديم تصريحات مطمئنة حيث عبر محسن مرزوق المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي  عن ان ” “الجزائر هي بيت تونس، وتونس هي بيت الجزائر”  و ذلك في تصريح مباشرة بعد زيارته لواشنطن الا ان ذلك لم يمنع  توتر الاوضاع التي بلغت ذروتها بعد زيارة نيكولا ساركوزي لتونس  وتصريحاته  النارية ضد الجزائر و التي دافع عنها محسن  مرزوق  و وصفها بانها” في اطار تقوية التحالفات الخارجية لمواجهة الارهاب ” و لكن تواترت الاخبار عن منعه من دخول الجزائر و هو خبر في انتظار تاكده الا انه قد يشكل الحجر الذي يهشم الواجهة البلوية القاتمة للمشكل و يخرج الازمة ممن طورها الصامت الى المعلن 

و رغم  أنّ الاتفاقية الموقعة بين تونس وواشنطن قد جمّد جزء منها، وهو الجزء الذي يتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من الحدود الجزائرية. ذلك الجزء الذي كاد أن يتسبب في توتّر العلاقات الجزائرية التونسية،الا ان العلاقات لا تزال فاترة سياسيا و ديبلوماسيا و رغم وجود العديد من الاتفاقيات بين البلدين الا انها ا لم تفعلعلى المستوى التطبيقي فلم يعد هناك من خيار امام قادة البلدين سوى العمل معا على حل المشكلات الاقتصادية و الامنية المزمنة و النزول من الخطابات الساسية الجوفاء الى التحاف الفعلي على ارض الواقع 

بتوقيت تونس العاصمة 

فاتن عمري 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*