احبائي المناضلون المخربون …ستنتصرون

الباكون الداعون الى حماية البلاد و الخائفون على المنشات و المباني سؤال اطرحه و امضي فلا امل في اجابة ترضيني : كيف تكون الثورات و كيف تفتكّ الحياة من افواه شبعت حتى امتلات و مازالت تنهش ما بقي من لحم هؤلاء ” المجرمين المسلحين” الذين يروّعونكم في منازلكم الامنة’؟
هل بالاستجداء و البكاء و التمسح على اعتاب ارباب الحكم تحقق المطالب ؟ وها قد حاوروا و ناقشوا و طالبوا و نددوا و هددوا و جاعوا و لم يتغير شيء ؟ هل يرمونهم بالورود مثلا ؟ او يعتصموا في ديارهم و يموتوا جوعا و قهرا عسى ان يلتفت اليهم احدهم و يدفنهم عندما تفوح رائحة جثثهم و تشكل خطرا بيئيا على المواطنين الصالحين في هذه البلاد الامنة المطمئنة ؟ و ليظل الجوع فهو لا يقلقهم و لا يقض مضاجعهم الناعمة و بطونهم المليئة ؟ و ليحفّ الفقر و الجهل و المرض بالسواد الاعظم من الشعب فهم ليسوا سوى ارقام في التعداد الديمغرافي للبلاد …مجرد ارقام لا تاكل و تدرس و ليست لها احتياجات و حقوق ..حقوق حتى الحيوانات لها نصيب فيها في اوطان تقدس الحياة ..و ليس في بلد لا تعني فيه حياة الانسان السياسيين بقدر ما تعنيه ذبابة على ذنب فيل .
 
للمرة الالف تعلو الاصوات مطالبة بالحياة ..بالكرامة …بحق العيش في وطن في زمن لم يعد فيه مجال لانتزاع نفس حيّ فما بالك بالخبز ..و للمرة المليون تعلو اصوات اخرى لتخرسهم و تطالبهم بالموت في صمت ..فليس للميت حق الشكوى من البرد و الجوع و البطالة ..ليس للميت حق الحلم او الامل .. تراهم يلقبون في وسائل اعلامنا المهنية جدا بالمخربين ..المسلحين ..المنحرفين ..ينعتون بالخطرين و الرؤوس الفساد والفتنة ولو كنا في بلد كمصر فلن استغرب صدور فتوى تطالب باعدامهم و اجتثاثهم من الحياة كجذور ميّتة تعيق نموالبلاد و ازدهارها …و كل الحكاية ان الناس ملّت من الزيف و الكلام الملون الي وزّع بسخاء وقت الانتخابات و تم احراقه في محرقة النسيان و احرقت معه احلام الملايين و امالهم ..الناس العاديون ..الذين اقصى طموحهم حياة عادية يجدون فيها ما يكفيهم من اكل ..خبز و بعض الخضر و لا ضير في قليل من اللحم مرتين في الشهر ..وها قد تحققت احلامهم ..عيشة بسيطة لا تكلف الكثير ..فقط فرصة عمل يضمنون بها عيشهم اليومي دون تذّلل او تسولّ او خطر الموت لتامينها ..لكن هيهات ..عند مطالبة الحكومة بما هو اصلا حق لهم .دفعوا ثمنه من اعمارهم و اعمار ابنائهم ..يصنفون بانهم مجرمون خطرون ..يجب ترويعهم ..ارهابهم ..سجنهم او حتى قتلهم للحفاظ على امن البلاد و استقرارها و صورتها امام العالم كدولة مديمقراطية تحفظ امنها بالدستور و العصا و النار ..و يطلق ارباب المال و الاعلام عقيرتهم النتنة بالصياح خوفا على المنشات و المؤسسات و خوفا على اموالهم التي ينهبونها كل يوم تحت سمع الدولة الديمقراطية جدا و بصرها دون حسيب او رقيب ..و يدعون في خرائهم الاعلامي لضرب ايدي مفسدي البلد و مخربيها و بان دستورنا من اعظم الدساتير قاطبة و بان قانوننا الرخو المهلهل من اروع القوانين و اشدها تماسكا ..طبعا مادام يسمح لهم بالنهب و السلب و السرقة و ينصبهم ابطالا مدافعين عن الوطن و حامين لحماه .
احبائي المنحرفين عن الخط الحكومي الماص لدمائكم ..لا استطيع ان انسب نفسي لكم ..ليس خوفا و انما خجلا ..فبينما انا في منزلي اخضع لحظر التجول ..انا على يقين ان هناك منكم من خرج ليفتك حقه في الحياة ..الموت بعزة او العيش بكرامة هو هدفه و هو حلمه و رؤاه ..اخجل اني لم اتعرض للسعة عصا البوليس وحذائه و هي تدوس على جسده دون روحه ..بينما يواصل الحلم بشغل و بدفء عائلة ضغيرة ..لم يستطع تكوينها بسبب الفقر الجاثم كالصقر الجائع ..يختطف من فمه حتى الفتات ..احنى راسي احتراما و تقديرا لكل صفعة يستقبلها وجهه و قفاه و يبتسم داخله و هو يقسم ان لا عودة قبل الظفر بالكرامة ..و اتمنى ان اكون يوما بنصف شجاعته .. و لكن يصعب كسر القيود الصدئة ..وهي يوما ما ستكسر عنوة
 
اخوتي المخربون ..المناضلون الحقيقيون في هذا الزمن المقرف ..و لو بقي منكم رجل واحد ستنتصرون ..و لو اجهضوا الف انتفاضة و مليون تحرك ..ستنتصرون لا محالة ..و لو نصبوا المشانق لكم ..مادام حب الحياة ينبض في عروقكم ستنتصرون .. لو نبحت كل كلاب الاعلام و شوّهتكم ..و شيطنتكم و شوهتكم ..ستنتصرون
و لو سنوا قوانيهم و قضبان زنازينهم ..و لو اغلقوا كل الابواب ..و صفحوها بالحديد و النار ..ستفتضونها بالقوة …و انها ثورة حتى النصر و لو بعد حين ..و ستنتصرون

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*