نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار في تونس

قالت لجنة نوبل في ستوكهولم وعند إعلانها عن الجائزة اليوم، إن الرباعي استحقّ الجائزة المرموقة “لمساهمته الحاسمة في بناء دولة ديمقراطية تعددية في تونس في أعقاب ثورة الياسمين من عام 2011”.

هذا الائتلاف المدني المكون من اربع منظمات كبرى في تونس قد تشكل  في 5 أكتوبر  2013 في أعقاب اغتيالين سياسيين شهدتهما البلاد للمعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لرأب الصدع بين تحالف الترويكا الحاكم آنذاك بزعامة حزب النهضة، والمعارضة من جهة أخرى. وقد تمكن الرباعي بالفعل من إخراج البلاد من أزمة سياسية وضعتها على حافة الانهيار والحرب الأهلية، على غرار دول أخرى كاليمن وليبيا.

و على مدى سنتين تواصلت الجهود مكثفة لتحقيق تقارب وطني بين مختلف التعارضات و التوجعات السياسية ما شكل طريقا نحو تحقيق ديمقراطية جديدة و فعالة في تونس كانت مثالا لبقية دول المنطقة لذلك استحق الجائزة “لمساهمته الحاسمة في بناء دولة ديمقراطية تعددية في تونس في أعقاب ثورة الياسمين من عام 2011″حسب لجنة نوبل في ستوكهولم

مسار شائك عبرته تونس بعد الثورة وصل الى ذروته عقب اغتيال النائب المعارض في المجلس التاسيسي محمد البراهمي و من قبله السياسي المعارض الشرس شكري بلعيد كاد ان يقسم البلد الى قسمين خاصة مع تعنت التروكا و على راسها حزب النهضةو رفضها الاستقالة  و تفاقم الزخم الشعبي الناتج عن حشد الاحزاب المعارضة من جهة اخرى و تحميلها للنهضة و جناحها العسكري من السلفيين المسؤولية فيحمام الدم الذي ستدخله تونس

استقالات من المجلس التاسيسي و مسيرات منددة بارهاب الاخوان المسلمين في تونس ادخل البلاد في حالة من التوتر المشحون زاد كمن تدهور الوضع الاقتصادي   حيث ألغى البنك الإفريقي للتنمية القسط الثاني من القروض التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة بسبب عدم وضوح الرؤية الاقتصادية وخاصة السياسية  ووجه صندوق النقد الدولي تحذيرات جدية بانه اذا لم يتم التوصل الى حل توافقي فان تونس سوف تنهار اقتصاديا و اجتماعيا مادفع المعارضة التّونسيّة لتنظيم اعتصام “الرّحيل” في ساحة باردو يقابله اعتصام مساندة الشّرعيّة لأنصار الحكومة، فكان مشهداً مصغّراً لانقسام التّونسيّين.و هو ما دق ناقوس الخطر و بدخول تونس نفقا مظلما من التناحر و الانقسام .

لكن جهود الرباعي الراعي للحوار الذي ضم الاتحاد العام التونسي للشغل , الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة , الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان و العمادة الوطنية للمحامين ,كانت استثنائية فقد توصلوا الى ارساء خارطة طريق  تقدّمت بها منظّمات وجمعيّات، من أهمّهم الاتحاد العام التّونسي للشغل، نصّت على  تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي ستتولى تنظيم الانتخابات العامة القادمة و تحدد ملامح حكومة تسيير اعمال مؤقتة تحافظ على البلاد الى حين تنظيم انتخابات و هو ما تحقق في اكتوبر2014 بعد سنة من انطلاق الحوار الوطني

نهاية هذه الازمة التي عصفت ببلد كان رائدا على طريق التحرر و رفض الظلم و الاستبداد و اطلق شرارة الحرية و الكرامة  لتبث نارها في كل العالم  مرت بسلام و حملت لهذا سنة 2015 جائزة السلام لتونس و للمنظمات التي ساهمت بمحركات رباعية الدفع في الخروج بالبلد من مطب التنازعات و التجاذبات السياسية الشائكة

 

بتوقيت تونس العاصمة

فاتن عمري

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*