رسالة الى الرب…ربهم….انا لا اخافك و لا اخافهم …

لازلت مصدومة بما حصل  لازلت أحاول تخيل واقع طفل يذبح و تستقبل امه راسه في كيس بلاستيكي ارسل لها عظة على لعلها تتعظ ..رب هل شاهدت الحادثة ؟ هل اصغت السمع تتأكد من انهم قد كبروا باسمك وهم يجزون عنق ابن السادسة عشر لعلك قد امتعضت من انهم لم يتوخوا القبلة بشكل صحيح أولئك المنفذون لشريعتك على الأرض والحاملين لرايتك العلوية؟ هل نظرت داخل قلب الطفل “الكافر” المارق عن دينك وتخللك رعبه وفزعه وسنون عمره القصيرة والكالحة تمر امام عينيه بسرعة البرق قبل ان يظلم كل شيء بغتة؟ وقبل ان تجده امامك يسائل ملائكتك باي ذنب قتل؟ باي ذنب يقضي الحاكمون باسمك والمطبقون لشريعتك بجز عنقه اضحية رائقة الدم يتقربون بها اليك ويقضون بها على امل ام كان لها هذا الطفل عكازا تتوكأ بها على اديم الزمن البائس الذي رمى بها ووحيدها تحت جبل تسكنه ذئابك؟


رب انا اسفة ..لعلي بالغت في القاء تهمي و سموم غضبي عليك و حملتم مسؤولية دماء سالت في عتمة الليل دون رقيب ..بي خيبة امل كبيرة ..اكبر من كل الألم و الدموع ,لماذا يتلحفون باسمك وشاحا يستر انيابهم المتعطشة للدماء و القتل و يتخذون من كلماتك سيوفا و خناجر يشقون بها الحناجر و يقطعون الرؤوس و يبقرون البطون ..اختلط علي الامر يا رب .هل انت حقا من يتكلم باسمه الذئاب و يسفكون الدم لأجله ..ان كنت لا تدري ..لقد صوروك في صورة بشعة جدا ..صوروك ربا انتقاميا دمويا حقودا ..ترسل مؤمنيك الى جحيم يتلظى سعيرا حميما في الاخرة ..فيما يشحنهم اليك انصار شريعتك في الدنيا افواجا صرعى تفجيرات و الغام ورشاشات و سيوف كتب عليها اسمك و باركتها كلماتك ..


رسموا لك محرابا من الخوف و الرعب ..داخله مسلوب الإرادة في الحياة و خارجه مقتول معذب مقطوع الأطراف ..انهم يبشرون بدين جديد يا رب ..دين الحديد و الناراكل البشر و مؤسس الموت و الخراب ..دين سفك الدم حلال و استباحة العرض جهاد مقدس و تعذيب البشر و ترويعهم الطريق الأقصر الى الجنة ..جنة الخلد و الحور العين ..جنتك الموعودة في الكتب السماوية ..هل هذا ما كنت تخبئه لنا يا رب ؟ ام هل قررت ان تبيح لزبانيتك الأرض قبل يوم الحساب لينشروا جحيمهم الخاص قبل ان تفتح أبواب جهنم يوم القيامة ليخلد فيها الكافرون الزناديق أمثال طفل السادسة عشر و غيرهم , مزاولين العذاب الازلي بعد ان تم تنفيذ حكمك فيهم في الدنيا ؟


لقد كنت احبك يا رب ..لكن ان كنت فعلا ربهم الناطقين باسمه و العابثين بارواح الناس باسمه و سافكي الدماء لاجله ..فانا لا اخافك و لا احبك و هنيئا لهم جناتهم فيها ينعمون اما انا فلا اريد جنتك جنبا الى جنب مع السفاحين و القتلة .

بتوفيت تونس العاصمة

فاتن عمري

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*