محاولة اغتيال النائب التونسي: ارهاب عصابات ام ارهاب سياسي

شكل خبر محاولة اغتيال النائب في البرلمان التونسي رضا شرف الدين صباح اليوم الحدث الابرز على الساحة الوطنية , فقفي سيناريو مشابه لاغتيال شكري بلعيد (فبراير 2013)و محمد البراهمي (يوليو2013)  , تعرض نائب حزب نداء تونس الحاكم لمحاولة اغتيال من نفس النوع اذ هاجمه مسلح  مطلقا عليه وابلا من الرصاص نجا منه النائب بشبه معجزة ليفر بعدها المسلح الى المجهول .

اغتيال سياسي ام تصفية حسابات بين مافيات المال و الاعمال ؟

انتشار الخبر اعاد للاذهان لوهلة ما حدث سابقا في 2013 من اغتيال لرمزين سياسيين بارزين في الساحة التونسية و ما خلفه ذلك من تغييرات سيتسية على مستوى الحكومة في حينها , لكن ما حدث سابقا كان له ما يبرره من الناحية السياسية , فكل من بلعيد و البراهمي كانا من ابرز قوى المعارضة لحكومة النهضة ما قدم مبررات لاستهدافهما و اطلق عنان التحليلات حول ما اذا كانت حركة النهضة استخدمت الرصاص و علقته على شماعة الارهاب لتصفي صوتين شرسين كانا لها بالمرصاد في كل تحركاتها , لكن يختلف الحال الان مع رضا شرف الدين , فهو نائب الحزب صاحب الاغلبية البرلمانية و اغلب الحقائب الوزارية في الحكومة و ليس له وزن سياسي يعتد به او مواقف يمكن ان تضعه في دائرة الخطرين سياسيا و توجب التخلص منه بل تكاد شعبيته تنحصر في كونه رئيسا لجمعية رياضية تحتل المراكز الاولى في بطولة كرة القدم التونسية “النجم الرياضي الساحلي” و شبه غائب عن الساحة السياسية كوجه من الوجوه البارزة في حزب نداء تونس فمن الذي جعل منه هدفا “يصلح اغتياله”؟و لماذا في مثل هاذا التوقيت بالذات؟

رضا شرف الدين الى جانب انه نائب بالبرلمان التونسي هو ايضا رئيس جمعية رياضية قوية هي النجم الرياضي الساحلي و يعد كذلك من اكبر المستثمرين في مجال الصيدلة ومن المعروف ان القطاع الصيدلي في العلم تسيطر عليه عصابات كبرى تتحكم في دول باكملها ما يدخل فرضية اخرى الى المعادلة و هي ان يكون شرف الدين ضحية احدى هذه العصابات الدولية

ظروف سياسية مستقرة ظاهريا و متازمة داخليا:

 

مخاولة اغتيال شرف الدين لم تات مفاجئة نظرا للوضع المضطرب الذي تعيشه البلاد و ما يهددها من تقسيمات داخلية , فعلى الرغم من نجاح تونس في تنظيم انتخابات افرزت قوى سياسية جديدة على راس المؤسسات التشريعية و التنفيذية الا ان الازمة لا تزال تنخر صلب الدولة خاصة مع الانقسامات داخل الحزب صاحب الاغلبية البرلمانية نداء تونس و تصديره للازمة السياسية الداخلية بين اعضائه الى الساحة  العلنية و ما لها من تداعيات اهمها تخبط القوى السياسية و تعثر التحوير الوزاري الاخير لغرق الحزب الحاكم في صراعات جانبية حول المناصب و الصلاحيات

هذه الظروف الراهنة شكلت ارضية خصبة لعودة شبح الدم و القتل من جديد الى الواجهة بعد ان كان مستترا تحت وعود جزلة من رئيس الدولة قايد السبسي باحلال الامن و الامان في تونس  والكشف عن قتلة بلعيد و البراهمي و جنود الشعانبي و قبلاط و بن عون و غيرهم اي الايادي الخفية التي تحرك الارهاب و تمسك بالرشاشات و تطلق منها النيران على الابرياء

وعود يبدو ان رئيس الدولة نفسه لن يكون قادرا على الايفاء بها للشعب لتعارضها مع مصالح اللوبيات الحاكمة في الدولة و التي ظهرت اثارها جلية في اللعب باداة التحكم عن بعد بجهاز  الارهاب  و اطلاقها كل ما احتاجت تشتيت الانتباه او التعتيم على حقائق او معطيات ليبقى الضحية دائما شعب في مهب الريخ تتلاعب به قوى سياسية مراهقة و صبيانية تروم مصالحها الخاصة لا غير .

 

بتوقيت تونس العاصمة

فاتن عمري

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*